إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
74619 مشاهدة print word pdf
line-top
(الكلام في البرزخ)

ص ( وعذاب القبر ونعيمه حق وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه، وأمر به في كل صلاة، وفتنة القبر حق، وسؤال منكر ونكير حق).


س 47 (أ) ما تقول في عذاب القبر ونعيمه؟ (ب) وما دليله؟ (ب) وهل هو على الروح أو البدن؟ (د) وما اسم ملائكة العذاب؟
ج 47 (أ) نؤمن بأنه حق وواقع، وأن كل أحد يناله حظه من العذاب أو النعيم في البرزخ ولو صلب، أو حرق وذري في الرياح، أو أكلته السباع، فإن أمر البرزخ يخالف المألوف في الدنيا، والإنسان مركب في الدنيا من جسد وروح، وبعد الموت لا تعدم الأرواح، فهي التي ذكر عنها أنها تصعد، وتذهب وتجيء.. إلخ، ولا يستبعد أن الجسد يتألم أو يلتذ في البرزخ، ولو اضمحل، فالله لا يعجزه شيء، فلا يصيخ الموحد إلى ما يهذي به مَن قل حظهم من الإيمان، بطعنهم في هذا الأمر، وقياسهم لأمر الآخرة على أمر الدنيا. وقد استدل عليه بقوله تعالى وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ [الأنعام]، وقوله تعالى يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ [إبراهيم].
(ج) وقد أورد ابن كثير عند هذه الآية كثيرا من أحاديث عذاب القبر ونعيمه، ذكر في مجموعها أن الميت يجلس، ويسأل عن ربه ودينه ونبيه، وأن المؤمن يوسع عليه قبره، ويكون روضة من رياض الجنة، وأن الكافر يضيق عليه، حتى تختلف أضلاعه، ويكون حفرة من حفر النار، ونحو ذلك وقد حجب عن أبصار بني آدم للابتلاء، وليؤمنوا بالغيب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ في التشهد الأخير من عذاب القبر، ويأمر به، روى ذلك أبو هريرة وعائشة وغيرهما.
(د) وقد وردت أحاديث في ذكر فتاني القبر، وهما الملكان الموكلان بفتنة القبر، وأنهما منكر ونكير، وذكر أن صوتهما كالرعد القاصف، وبصرهما كالبرق الخاطف، إلى آخر ما ذكر.

line-bottom